ما يشهده اللبنانيون منذ أسبوعين، قد يكون التقنين الكهربائي الأقسى عليهم منذ إنتهاء الحرب اللبنانية في العام 1990 وحتى اليوم. التيار الكهربائي يطل على المنازل لساعتين فقط يومياً في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى قد تصل ساعات التغذية الى أربع ساعات، وفي حدّها الأقصى الى ست ساعات. تقنين كهرباء لبنان يصبح وقعه مضاعفاً على المواطنين عندما يترافق مع تقنين يفرضه أصحاب المولدات الكهربائية بسبب عدم قدرتهم على شراء مادة المازوت بالسعر الرسمي وإضطرارهم الى دفع سعرها بالسوق السوداء حيث وصل سعر الصفيحة الواحدة في البقاع الى أكثر من 25 ألف ليرة. هذا التقنين تقول مصادر وزارة الطاقة والمياه سيبدأ بالإنحسار شيئاً فشيئاً إبتداء من يوم الأحد المقبل أي بمعنى آخر، ستزيد ساعات التغذية لثلاث ساعات أما السبب بحسب المصادر عينها، فيعود الى تفريغ حمولة أول باخرة للفيول أويل grade b والتي تغذي معملي الزوق والجية الجديدين والباخرتين التركيتين "فاطمة غول" و"أورهان باي". إستعمال الفيول الذي تم تفريغه في خزانات الجية، ستفحص عيناته الشركتان المشغلتان للمعامل ميدل ايست باور وكارادينيز في مختبر bureau veritas في دبي أي قبل حوالى 48 ساعة، لن يبدأ التحسن بالتغذية الكهربائية وسيبقى التقنين قاسياً على المواطنين.
التقنين بحسب المصادر سيعود لينحسر أكثر فأكثر الأسبوع المقبل وتحديداً بعد وصول الباخرة الثانية المحملة بالفيول أويل grade a والتي تغذي معملي الزوق والجية القديمين.
أما المصادر المتابعة لملف الكهرباء فتؤكد أن التغذية وكي تعود الى طبيعتها، فهذا لن يحصل إلا بعد أسبوعين من اليوم أي بعد وصول الباخرة الثالثة المحملة بالغاز أويل والتي تغذي اكبر معملين إنتاجيين أي دير عمار والزهراني إضافة الى معملي صور وبعلبك.
المتابعون لهذا الملف يعتبرون أن التقنين كان يمكن ان يكون كارثياً، أي بمعنى آخر كان يمكن ان يؤدي الى العتمة الشاملة من خلال إطفاء معامل الكهرباء، لو لم تتدخل مؤسسة كهرباء لبنان وتضع جدولاً يومياً لساعات التغذية يضمن الإستمرارية بحسب مخزون الفيول أويل والغاز أويل. اما الأهم بالنسبة الى المرحلة المقبلة فهو التوصل الى حل سياسي تقني لمسألة تأخير البواخر بسبب تأخير فتح الإعتمادات وبسبب التشدد في المعاملات الذي تمارسه مصارف المراسلة في الخارج مع المصارف اللبنانية المتعاقدة معها، لأن التقنين الذي نعيشه وإن قاسياً في هذه المرحلة التي لم يشتد فيها بعد حرّ الصيف، فهو سيصبح ضيفاً ثقيلاً على المنازل عند إشتداد الحر، وسيصبح غير مقبول أبداً مع بداية الشتاء وبالتالي إذا كان هناك من حل سحري فعلى الحكومة ان تعمل جاهدة لخلق هذا الحل ولو من تحت الأرض.
إذاً تقنين الكهرباء الى إنحسار شيئاً فشيئاً، ومن يتباهى أمام جيرانه بأن صاحب المولد لم يقنن بعد ساعات التغذية فهو الخاسر الأكبر وصرخته ستسمع بالتأكيد عند الفاتورة لأن سعر الكيلواط لدى المولدات هو أغلى بأضعاف أضعاف على المواطن من سعر الكيلواط لدى مؤسسة كهرباء لبنان.